الخميس، 17 يناير 2013

 الصحافة في الجزائر
قد يبدو من المفارقات انّ بلاد الجزائر كانت اول هذه البلاد في اصدار صحيفة دورية متواضعة هي المبشر من سنة 1847 الى 3ديسمبر 1926 ، وكانت المبشر هي النسخة الرسمية من الصحيفة الرسمية moniteur التي انشئت في مدينة الجزائر يوم 27يناير سنة 1832 وكانت المبشر تنشر علاوة علي المعلومات الرسمية ،الانباء والابحاث التاريخية والاثرية والطبية ونحوها ، ولم يحتذ أحد مثالها في الحال ، إذ كان لا بد من الانتظار حتي مستهل القرن العشرين حتي تظهر صحافة مستقلة يحررها المسلمون في الواقع ولكن يديرها في حالات كثيرة الاوروبيون الذين كانوا تواقين لتزويد الجمهور يقرأ العربية بالمعلومات وتعليمه ، وهكذا انشئت الناصح سنة 1899 والجزيرة سنة 1906 وتلمسان ، وكوكب إفريقية (مدينة الجزائر 17 مايو 1907 )والجزائر (مدينة الجزائر سنة 1908 ) والفاروق ( مدينة الجزائر 1909 ) والرشيدي (في جيجل ) ونحوها ، على ان هذه الصحف كانت سريعة الزوال وقد اختفت قبل سنة 1914 .
وكانت الفترة مابين الحربين الكبريين هي الفترة الثانية في تاريخ الصحافة الاسلامية في بلاد الجزائر ، وقد شهدت هذه الفترة من ناحية مولد سلسلة من الصحف التي كان يحررها المسلمون بالفرنسية مثل la voix des humbles ، la voix indigène (سنة 1923) و la dèfence و l entente و la justice و le rèveil de l islame (بونة سنة 1922 ) ونحوها ، وكان المقصود بها جميعا التعبير عن المطامح الشعبية والميول السياسية على اختلافها ، وشهدت هذه الفترة من ناحية اخرى مولد صحافة دورية عربية ذات طابع سياسي ديني متميز ، وقد سادت هذه الفكرة في الواقع النضال الذي تعارضت فيه طائفتان نشيطتان وكان السبب في قيام جدل عنيف : العلماء المصلحون المعادون للطائفية وللبدع ونحو ذلك ، وكانو يعتمدون على (الشهاب ) ( كانت يومية ثم صدرت شهرية ن قسنطينة 1924- 1939 ) ثم على الاصلاح (بسكرة ، سنة 1929 – 1942 ) واخيرا على البصائر (مدينة الجزائر ، 27 ديسمبر سنة 1935 – 1956 ) ، ثم حزب المرابطين الذي كان يؤيد بوجه عام الاتفاق الفرنسي الاسلامي وكان لسان حاله صحيفة النجاح ( كانت تصدر مرة كل ثلاثة اسابيع ثم مرة كل اسبوعين ن قسنطينة 1919 – 1956 ) ، و البلاغ الجزائري ( مستغانم سنة 1927 -1948 ) . ويجدر بنا ان نذكر ايضا وادي ميزاب الخارجي ( الجزائر 1926 – 1938 ) ، من بين عشر صحف ازدهرت في هذه الفترة .
وفي سنة 1945 لم يبقى الا البلاغ الجزائري والبصائر (منعت في 5 افريل 1956 ) والنجاح كفت عن الظهور من اول سبتمبر السنة نفسها ، وقد اضيفت الى صحيفة العلماء ن اعتبارا من 15 ديسمبر سنة 1949 حتى 8 فيفري 1951 ، على حين كان حزب المرابطين يصدر صحيفة شهرية هي الذكرى في تلمسان منذ 15 ديسمبر سنة 1954 حتى اغسطس سنة 1955 ن على انه حدث خلال هذه الفترة الثالثة ان تغيرت الميول الاسلامية تغيرا ملحوظا ، وظهرت بعض الصحف السياسية في جوهرها ظهورا متواضعا ( الجزائر الجديدة ، من ينلير سنة 1946 حتى 14 سبتمبر سنة 1955 ، وكانت شيوعية ، وصوت الجزائر من 21 نوفمبر سنة 1953 وهي التي أصبح اسمها صوت الشعب من 21 اغسطس سنة 1954 حتى 5 نوفمبر سنة 1956 : M.T.L.D. ) وقد كفت جميعا عن الظهور الآن (سنة 1960 ) او منعت صدورها السلطات ، ويعتمد الجمهور في معلوماته على صحافة فرنسية اللغة متطورة اعظم تطور ، ويجب ان نلاحظ علاوة على هذا انه ما من صحيفة من الصحف اليومية استمرت في بلاد الجزائر وان الصحف التى سبق لنا ذكرها لم تكن تصدر في معظم الحالات إلا في اوقات غير منتظمة ، ومما يجب ان نذكره أن الهواة هم اللذين كانوا يصدرونها وكانت مصادرهم المالية غير مستقرة وأساليبهم الفنية بدائية .
من كتب دائرة المعارف الاسلامية
الجريدة والصحافة عند المسلمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق